.
يقول الشاعر الدكتور محمد التومي :
ألا يا عمرو قد نكثوا اليمينا *** فلا تعجب فإنـــا قـــد بُلينا
وإنــــــا قد أصابتنا صروف *** تقَضّ مآثر ســـادت سنينا
وإنــا قد نقضـــنا العهد لمّا *** تعاسرت المسائل عنّا حينا
وقـــالت نسوة : أين الرجال *** إذا ما كرّوا كرّوا قادرينا ؟
إذا عزموا تراهم طرف عين *** وقد حلـّوا سـُراة كـادحين
قفــا نبك على مجد تـــولى *** ومجد الغرب قد بلغ اللّجينا
بأيّ العــــار يا عمرو امتُحنّا *** وكنّـــا البحر نملأه سفينا
“إذا بلغ الفطـــــام لنا صبيّ *** تخر له الجبــابر ساجدين
ونشرب إن وردنا الماءصفوا *** ويشرب غيرنا كدرا وطـينا”
وقـــــــال الله فيــــــــنا للنبيّ *** بعثتم للـورى دنيــا ودينا
إذا ترك المعـــاش غلاة قوم *** فلا دنيا أصـــابوا منه دينا
وإن ترك العبــادة قوم سوء *** تعسّرت المطـــالب أن تلينا
ألا يا عمرو قد نــاديت ميتا *** وهل ميت يجيـب السائلين
أنا المحتار في زمن تردّى *** وموتي لو أموت لكان حيْنا
فجرحي عمقه قدر المآسي *** وجرحي بالشفاء لنا ضنينا
وجرحــــــي ليس تعلمه معدّ *** ولا بكرٌ وقـــــومٍ ظاعنين
تبدّلت العــوائد حتــى صرنا *** إلـى الغرب وفـــاء تابعين
وصرنا كالغراب رأى حماما *** فأغرته خطــــاها سائرين
فأضحــى يومه يمشي تهاد *** يحوّل خطوه مـــاشٍ حزينا
بأن قد ضيّع مشـي الغراب *** وأضحى سيره سيرا هجينا
ينــــــــادي أن أعيدوني إليّ *** فإني لا أعـــاودها.. يمينا
صبــايا قد أضرّ المشي منّي *** فأصبحت مثــال العــابثينا
ولكن مـــا يواسيني بأنـــــي *** غدوت اليوم للعرب قرينا
فكل العرب قد أضحت غرابا *** توجّـهها شمـــالا أو يمينا
رياح الغرب إن عصفت عليهم *** يخرّ لها الأشاوس ساجدين
فحتّى الشعر قد قطعوا عراه *** ونادوا في المدائن قائلين
بأن الشعر حرّ لا قيــــــــود *** تكبّله إذا ما قرّ فيـــــــــــنا
وأن الشعر جوّاب الأقاصي *** مشاع في الخلائق أجمعينا
وشعرٍ قد قرأنـــــا بذات سفر *** تعجّ بهـا الجرائد أجمعينا
يغيض المــــــاء والأنهار تجري *** إذا نطقوا بقول نــــاثرين
فكيف بهم بــــالشعر، إنـا *** بحال الشعر يا عمرو ابتلينا
عمرالشهباني، إلى الشاعر الدكتور سيدي محمد التومي :
سلاما لم نجد بعد الأمينا *** وعدنا القهقرى للجــــــاهلينا
ولم ينبت لنا أيضا صبي *** ولا نسل لنــــــــــا مثل البنينا
ولم يرضع من الثدي الحرام *** لأجل المجــد لم يرفع يمينا
فلا مجد يصاغ على الحراب *** ولا خيل تذود على ضعينا
وما عادت لديك سهام عبس*** ولا الأحباش نجنيهم قرينا
ولم ينه إليه صليل سيف *** ولم يبن على الأوطان طينا
وعدنا من جديـــد كالسبايا *** غزانا الروم أحيـــانا وحينا
وعدنا للتجــاذب من جديد *** كما لو كــان مغروسا سنينا
فما هبت عليه الريح يوما *** إذا بالموت يلقـــــــــاه دفينا
ولا كان الغراب دليل أهلي *** ولا عاشوا تقــــاليد المدينه
وبعد الروم ساستهم كلاب *** لهم من مكرهم درسـا مكينا
فأرسوا ما أنيط بهم وزادوا *** على ما أوغلوا شعبا سجينا
بحري العرفاوي، إلى الشاعرين الصديقين محمد التومي وعمر الشهباني :
وإنا انتهيْنـا بغيــــــــر مجدٍ *** ونَلعَــــــنُ مَجْدَ الأوّليــــنَ
ونَزعمُ زعْمًا بلا دليــــــــلٍ *** ونَمْتَرِغُ ببـــــابِ المانحينَ
وإنا أسُــــــــــودٌ إذا خَطَبْنا *** ولكنْ خِــرافٌ إذا دُعينـــا
“نخوضُ المعارك ضِدَّ بعْضٍ *** ونلقى العَدُوَّ مُســـالميـنَ
إذا بلغ الفطـامَ لنا صبيٌّ” *** خَصَيْنــاهُ فَوْرًا ليسْتكيــنَ
ومن طلبَ المعالي بغير إذْنٍ *** أَمَرْنــا عليه المُؤَجَّـــرينَ
إذا العربُ تنــــادَوا إلى نِزالٍ *** تهاطلتِ الهـزائمُ وابْتُلينا
عمرالشهباني، إلى الشاعر بحري العرفاوي :
تَهَاطَلَتِ الْهَزَائِمُ فِي جُيُوشٍ *** وَكَانَتْ فِي الصِّرَاعِ لَهَا طَنِينَا
وَتِلْكَ الْأَرْضُ قَدْ ضَــــاقَتْ عَلَيْنَا *** وَسِرْنَا فَوْقَهَا حَتّى حَفِينَا
وَأَسْلَمَتِ الْعَسَـــاكِرُ لِلْأَعَادِي *** بِلاَ قَيْدِ تَرَاهُمْ مُسْلِمِــــــينَ
نَعَمْ قَدْ جَــازَنَا سَيْلُ الْأَعَادِي *** عَلَى كُلِّ الْمَدَاخِلِ وَاعْتْلِينَا
بِلاَدُ الْعُرْبِ مَا عَــادَتْ بَرَاحًا *** وَمَا عَادَتْ كَمَا كَانَتْ تَفِينَا
عَلَــى الأَبْوَابِ أَحْصِنَةٌ وكَلْبٌ *** وأَجْنِحَةُ المُــرُورِ مُخَتَّمِينَا
لَقَدْ ضَـاقَتْ عَلَى الْأَحْيَاءْ مِنَّا *** وَبـاتَتْ لِلْمَوَاتِ سَمًا وَمِينَا
أَلاَ تَفٌّ عَلَى منْ نام بَطْحًا *** لَهُمْ فِــي مَجْدِهِمْ ذُلاًّ مُهِينَا
فمَــــا رَفَّتْ لَدَيْهِمْ أَيُّ عَيْنٍ *** وَلَكِنْ إِنْ يَهُنْ هَانَتْ وَهِينَا
الدكتور محمد التومي، إلى الشاعر المفلق بحري العرفاوي :
ألا يا بحري لا تغضب علينا *** “وأنظرنــــا نخبّرك اليقينا”
بأنّ العرب قد شاموا وشمنا *** كمثل الريح تفسد ما سقينا
وسـاد اليوم أغراب وصرنا *** بكل الدرب مــوصدة علينا
رمينا الفخر يا بحري بعسف *** ونمشي في المحافل مهطعينا
ولكنّــــــــا سنثأر ذات لأي *** ونخبرهم كمـــا لم يخبرونا
بحري العرفاوي، إليهما… الشاعرين الصديقين محمد التومي وعمر الشهباني :
صَديقيَّ اللذين هما اعتزازي *** وإنكما الجُمُـوعُ مُعَزَّزينَ
فيا عُمَــرُ صديقي،أيا مُحَمّـد *** مُرَا الأُمراءَ يأتوا مُهللينَ
فيا عُمَرُ ،صديقي أيا مُحَمّدْ *** لشعركما استمعنا مُكبِّرينَ
فشعرُكما انتفاضٌ ورُوحُ مجدٍ *** فها انتصَبَ العمودي وها أتِينا
فقدْ هُزمَ المُلـوكُ بكل ساحٍ *** ولم يبقَ سِـوانا مُقـــاوِمين
هُمُ الشعراءُ جيشٌ إذا استقاموا *** تَقَوّمتِ الحياةُ دُنًى ودِينا
وما التاريخُ إلا انتصاب نَصٍّ *** وترْجمةٌ لقـــول الصالحينَ
وكم في الناس قولا كما الفتيل *** إذا نطقـوا فَجَمْرًا ونافِخِيـنَ
وإنكما الشعـاعُ بليلٍ جَهْلٍ *** إذا جهل الجهولُ فَ”صـَائِمِينَ”
وإنكما الشجاعةُ في النـزالِ*** إذا نزل النِّـــــزالُ فنـازلينَ
وإنكما التواضُعُ في اعْتدالٍ *** أحِبُّكمــا لربِّ العــــــالمينَ
عمرالشهباني، إلى الشاعرين المعجزين محمد التومي وبحري العرفاوي :
سنخبرهم ولكن أي قول *** يراه الشَّـــــاعر اللَّبِقُ اللَّسِينا
مقال الشعر لم يبلغ مداه *** ولم ندخل عـلى الأسد العرينا
ولم تدر المدائن ما تراه *** يبدل جلده حـيـــــــــنا فحيــنا
سلاطين علينا يوم شاؤوا *** وأذناب إذا جـــــاؤوا الكمينا
همُو عشرون أو زادوا قليلا *** نراهم زئبقا لــونا وليـــنا
لهم سحر العجائب في رؤانا *** فهم أصل العذاب وما شقينا
إذامــا يبتدي نظرا إلينا *** نرى فيــــــــــه التسلط يعترينا
ولو طاشت عيونه في مجال *** نراه سافها في الطائشين
أظن الأفق مقفـــــول علينا *** الـــــــى أن يلعن الله اللعينا
بحري العرفاوي، إلى الصديقين الشاعرين محمد التومي وعمر الشهباني :
سننتصـــــــرُ بحول الله حتما *** فقَدْ وَعَدَ بِنصرِ الناصــرينَ
وما انهزمت شعوبٌ سوى لعجزٍ *** إذا قعــدتْ مُرددةً: أمينَ
همُ العربُ شعوبٌ تُريدُ فجرا *** يُكبلها ظــــــلامُ الظـــالمينَ
ستنفجرُ المخازنُ ذاتِ ضيقِ *** فقد ضاقتْ صدورُ الصَّابرينَ
ومن رضيَ الحيـاةَ بقاعِ ذِلٍّ *** فقدْ قُبِرَ كقبْـــــــــــرِ المَيّتينَ
الدكتور محمد التومي، إلى الشاعرين المفلقين بحري العرفاوي وعمر الشهباني :
ومأكمة يضيـق الشعر عنها *** أســاجلهم كبـــارا مبدعــين
فهذا البحري قد أدلــــى بدلو *** وأجرى للسجال مدى وحينا
وعمر شعره يهمــــــي بجرح *** يذكراني القـصائد مودعينا
ومــــــا شعر الثلاثة فيك عمرو *** ولكنا بذي العيش ابتلينا
وساد جمعنا يا عمرو رهط *** وأبلوا في السياسة حاكمينا
وإنــــــا غدا وإنا اليوم رهن *** كذا قــــال الأواسط شارحين
“ونحن الحــاكون متى أطعنا *** ونحن العازمون إذا عُصينا
ونحن التــاركون لما سُخطنا *** ونحن الآخذون لما رضينا”
ولكن تمــــــــــام الشعر يسري *** يحدّثنــــــي بأثفلها طحينا
عمرالشهباني، إلى الشاعرين المعجزين محمد التومي وبحري العرفاوي… إليهما أبث حزني وأشكو أمّتي :
صديقَـــيّ قد هاجت شجوني *** وأشعلتم على ناري الحنينا
وقــــــال البحري إنّ الفجر آت *** وإنّ اليسر فــي كفّ يمينا
وإن النصر مكتــــــوب بلوح *** منوط في فهـــــوم العارفينا
سندعــــــو للإله ان يغثنا *** ونبقــــــى في الدعاء ما حيينا
ولكن مـــــا يثير العجب فعلا *** هو الشعراء تمتدح الضنينا
علـــــى دأب الفرزدق أو جرير *** تهاجوا إلى أن صارا طينا
وكانـــــا في صراع قد تفانوا *** ومــــــا كانا لصنع شاكرين
ونحن يـــــا محمد قال بحري *** لعلّ الشعر ينســــــاق رقينا
فيـــــــا عمرو بعدك قد بلينا *** بغير المستعف يسموس فينا
فلا عبس ترد علــــــــــى نفير *** ولا الذبيـان أفراس صفينا
ولا الصنهــاج أغذت تاشفين *** ولا القحطان أورثت الجنينا
وأمّا في الكنــــــانة خير جند *** فقد مرّ الزمـــان وقد نسينا
لعلّ الترك والفرس رديـــــفا *** لعلّ الكرد مـــــن غزو تقينا
لقد ضاعت من العرب سنون *** فهل نهدي الى العرب السنينا
.
القلم الحرّ محمد التومي
القلم الحرّ عمر الشهباني
القلم الحرّ بحري العرفاوي
.
No Comments Yet!
You can be first to leave a comment